كثيراً ما نسمع أن الطفل الوحيد ينشأ مدللاً وقد اعتاد أن يطلب فتلبى حاجاته ، وأن يأمر فيطيع المحيطون به ، فينشأ أنانياً ويتعلم أن يكون مستبداً وأن يعتمد على غيره ، وقد ينفر ذلك منه أقرانه فيخافونه ، وقد يزهدون فيه من فرط الحماية التى يضفيها عليه أهله ، ، على عكس الطفل الذى ينشأ وسط أسرة تضم أطفالاً غيره فيشق طريقه بينهم معتمداً على نفسه وتنمو له شخصية مستقلة ويتعلم أن يكون اجتماعياً وأن يبادل الآخرين المنافع ويتعاون معهم .
غير أن البحوث الحديثة تثبت عكس ذلك:
* الطفل الوحيد لا يصبح صعب التعامل معه لمجرد أنه طفل وحيد بل بسبب المعاملة التى يلقاها فى الأسرة والجو العائلى الذى يحيا فيه والاتجاهات التى تسود البيت .فلو تم تربيته على انه الامبراطور الذى لا يرد له طلب ولا امر فإنه بالتأكيد سيكون انسان أنانى لا يهتم سوى بطلباته ورغباته وسيكون من الصعب التعامل معه مستقبلا وخصوصا عند بدايته حياة جديدة مع النصف الاخر
* وجود إخوة للطفل قد يكون له تأثيرات سيئة تماماً كما أن عدم وجود إخوة قد تكون له مضار .
* الطفل الوحيد لا يكون سبب مشكلته أنه وحيد ، فالوحدة ليست مشكلة ولا يوجد حالة مشكلة اسمها حالة الطفل الوحيد ، تماماً كما لا توجد حالة مشكلة اسمها الطفل غير الوحيد وأثبتت الدراسات أنه لا فرق فى التحصيل بين طفل وحيد وغير وحيد وربما ذلك بسبب عوامل إضافية فى الموقف تعوض عن أن الطفل وحيد :
فالأبوان عادة عندما يكون لهما طفل وحيد يحذران أن يقعا فى مشاكل كونه وحيداً فيحاولان باستمرار أن يعوضاه بأن يتزاوروا مع الآخرين ليلعب مع أولادهم أو بأن ينضما إلى أحد النوادى أو يلحقانه بجمعية لها نشاط معين ، وقد يلحقانه بدار حضانة وهو بعد صغير لتكون له حياته مع أترابه .
*الطفل الوحيد عموماً يقضى وقتاً أكبر مع الكبار فيتعلم منهم ويتـعلق بهم ويكون أكثر نضجاً من الأطفال الآخرين ، وتتهيأ له الفرصة أن تتطور لغته أسرع وتكثر مفرادته وينطقها صحيحة ، وربما يكون لذلك أثره على الناحية التحصيلية ،,وقد يتفوق دراسيا على اقرانه . ونحس فى التعامل معه انه اكبر من سنه وذلك لكثرة مخالطته للكبار متمثلين فى ابيه وامه وعماته وخالاته.
وقيل لأنه وحيد تكون له حياته الخاصة التى يثريها بخياله ، فيكون خياله خصب وتراه يتوجه الى قراءة الروايات والقصص وتلك ميزة له لايعرفها الطفل فى الأسرة الكبيرة حيث تشغله عن نفسه علاقاته بغيره من الأطفال ، فضلاَ عن أنه قد يكون مفيداً للطفل أن يكون وحيد أسرته فتتوجه لتربيته تربية استقلالية من أن ينشأ وسط إخوة ينافسهم وينافسونه ويغار منهم ويغارون منه وينشغل الأبوان بتنشئتهم كلهم عن أن يهتموا بأمر تنشئة كل واحد منهم على حدة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق