حكاية السبع بنات


الرقم 7 رقم محظوظ بين الارقام : فالسماوات سبعة والارضون 7 والوان الطيف 7 وايام الاسبوع7  وحتى فى العطارة يوجد السبع حبوب والسبع زيوت
وفى التراث الشعبى هناك رحلات السندباد السبعة والسبع بحور
واليوم اقدم لكم اسم " السبع بنات" وهو اسم يطلق على الكثير من المعالم فى مصر وتختلف اسباب التسمية من مكان الى اخر.
فمنها ما ينسب الى 7 راهبات كن يقمن بالمكان من قديم الازل ... و...و...
ولكن الرواية الصحيحة والتى ذكرها الجبرتى فى كتابه 
هو " السبع بنات"
وورد ذكرها فى تاريخ مصر وبالتحديد فى اوائل مارس من عام 1772م اثناء حكم على بك الكبير . ولا تخلو القصة من طرافة.
كان محمد بك ابو الدهب نائب على بك الكبير ويدين له بالولاء , وقاد كثيرا من الحملات ضد خصومه,
 الا ان على بك الكبير أرهقه وأرهق جنوده وأرادهم أن يظلوا بعيدا عن اهليهم يفتحون له البلاد ويخوضون الحروب بشراسة فى ظروف صعبة .
فتمرد ابوالدهب على سيده ووقع بينهما نزاع ووصلت الأخبار الى مصر بانضمام الكثيرين الى صفوف محمد بك ابو الدهب فعند ذلك كما يحكى الجبرتى نزل بعلى بك من القهر والغيظ مالايوصف.
وشرع فى ارسال تجريدة عظيمة واميرها اسماعيل بك واحتفل بها احتفالا كثيرا وأمر بجمع العساكر واجتهد فى تنجيز أمرها فى اسرع  وقت.

وفى مارس 1772م سافروا برا وبحرا , ولكن اسماعيل بك غير رأيه وانضم بمن معه من الجموع الى محمد بك ابوالدهب وصاروا حزبا واحدا .
ورجع الذين لم يميلوا وهم قليل الى مصر .
فعند ذلك اشتد الامر على على بك الكبير ولاحت على دولته لوائح الزوال و كاد يموت من الغيظ والقهر.

وقلد سبعة قادة جدد ولكنهم كما يقول الجبرتى " مزلقون" اى متزينون ناعمون فسماهم اهل مصر " السبع بنات"!!!!

ولم يستطع اولاد البلد فى مصر بما عرف عنهم من السخرية أن يمسكوا انفسهم من التهكم بالقواد السبعة المرفهين الذين عينهم على بك الكبير لقيادة حملته ضد محمد بك ابو الدهب والشعب يعرف عنهم عدم صلاحيتهم لامور الحرب والقتال.

وكان تقدير المصريين صائبا ونظرهم بعيدا, فقد دارت المعركة وانهزم فيها جيش السبع بنات.
ما اجمل التاريخ وقصصه عندما نأخذ منها عبرة وليس لمجرد التسلية فقط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق