بحث دور الرحلات الطلابية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية
نظراً لأهمية تعزيز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وحب الانتماء لدى النشئ ولا سيما الطلاب والطالبات من مختلف الأعمار فقد رأيت أهمية مناقشة الموضوع من خلال المادة التالية التي نشرت أمس الخميس 3/5/1429هـ الموافق 8/5/2008م في جريدة اليوم العدد 12746، وقد شارك في مادته الاستطلاعية الأخوان الفاضلان وليد العبد الرزاق ومساعد الطيار فلهما مني كل الشكر والتقدير على حسن التعاون ، وقد رأيت أن أنقله هنا لكي نستكمل نقاشه سويا ً فلا غنى لي عنكم أيها الاخوة والأخوات الأعزاء فنحن هنا في منبر من منابر العلم والفائدة ...
زيارات نبيلة تذكي أحقاد الصغار
مباركة الزبيدي _ جدة
تعتبر الرحلات والزيارات الميدانية التي تقوم بها المدارس والكليات سواء للطلاب أو الطالبات ذات أهمية وبعد تربوي كبير كما أن لها دورا في صقل المهارات وتعزيز المسؤولية الاجتماعية في الحاضر وأيضاً على المدى البعيد من ناحية تحديد الاتجاهات المستقبلية وحب العمل الاجتماعي والتطوعي بغض النظر عن ماهية تلك الرحلات أو الهدف منها علمية كانت أو ترفيهية أو مشاركة اجتماعية في نشاط من الأنشطة الميدانية في الفعاليات التي تنظمها الجهات في المناسبات وغيرها.
تنمية
وتقول مديرة قسم الاستشارات والتدريب بجمعية الشقائق النسائية بجدة «نورة مسفر» إن للزيارات الميدانية دور كبير في تنمية الاتجاهات المستقبلية والميول خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة وحسب تنوع هذه الزيارات وكثرتها يكون تأثيرها وفائدتها. وتمثل مرحلة الطفولة المبكرة أخطر المراحل العمرية لأن الطفل في هذه المرحلة تتكون قيمه وميوله وتتحدد معالم شخصيته ولصغر سنة وطبيعة خصائصه النفسية فإنه يتعلم بالأسلوب المحسوس, وقدرته على تعلم المفاهيم المجردة محدودة وهذه الزيارات تشبع هذه الحاجة النفسية لأن الطفل يشاهد ويسمع ويلمس فتستقر المعلومة لديه ويكون تعلمه صحيحاً. والزيارات الميدانية يكون تأثيرها بحسب نوع الزيارة فقد تكون علمية وقد تكون صناعية وهكذا وتنمية الزيارة للشعور بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية يتحقق من الزيارات الاجتماعية كما أن قوانين الرحلة مثل الانضباط في الحافلة وانتظار الدور تعلم الطفل تهذيب السلوك ومشاركة الآخرين وتساعد على زيادة المهارات الحركية والفكرية وتعلم الطفل التعامل مع الأنماط المختلفة من الناس فهي عموماً تفتح آفاقه وتزيد حصيلته المعرفية.
تربوي
ونوهت «نورة» الى الكثير من الأبعاد التربوية للزيارات الميدانية فهي تصل الطفل بالمجتمع وتعلمه كثيرا من أنماط السلوك المقبول وتزيد من شعوره بالانتماء لوطنه بالإضافة إلى الفوائد النفسية والمعرفية والمهارية التي يكتسبها الطفل وفي مرحلة الطفولة تكون الأماكن التي يزورها الأبناء ذكوراً أو إناثاً واحدة ولكن في فترة المراهقة تشجع الفتيات على الزيارات الميدانية التي يحتجن إليها في حياتهن المستقبلية أكثر وكذالك الشباب يوجهون لما يساعدهم على بناء تصور لمستقبلهم المهني وفي فترة المراهقة من الأفضل أن تشجع الفتيات على الزيارات المهنية التي يحتجنها.
نتائج
وتشير الى أن حصر الزيارات في نطاق ضيق مثل المدن الترفيهية ومعارض معينة وتكرارها يؤدي إلى نتائج ضعيفة حيث تكون الفوائد محدودة كلما قلت مساحة الانطلاق أما عن الظاهرة الشهيرة في مدارس البنات بجدة في مسألة الزيارات والرحلات حيث يقتصر في معظم المدارس الحكومية على اختيار المتفوقات الأوائل لمثل هذه الرحلات والزيارات واختيار فئة معينة مثل المتفوقين بشكل دائم ومتكرر للمشاركة في الزيارات الميدانية فإنه يزرع الحقد والبغضاء بين الطلاب أو الطالبات ثم الفئة غير المتفوقة قد تكون أكثر حاجة لمثل هذه الزيارات لأنها قد تساعدها على الطموح أو التعلم بأساليب مبتكرة لذلك من المهم أن نحرص على العدل بين الطلاب أو الطالبات في جانب الزيارات الميدانية حتى تعم الفائدة ولأن سلوك المربين هو سلوك مقتبس وهم بعدلهم يزرعون قيمة العدل في نفوس الأبناء.
شخصية
وأكدت مديرة قسم الاستشارات والتدريب أن الزيارات الميدانية سواء كانت ثقافية أو علمية أو صناعية أو تجارية أو دينية أو ترفيهية أو تعليمية أو اجتماعية يحتاجها الأبناء في مختلف حياتهم العمرية وهي جزء لا يتجزأ من التربية الشاملة والتي من المهم أن تهتم بها الأسرة والمدرسة والمراكز المختلفة لأنها تبني معالم الشخصية السوية حيث تنقل للأبناء التربية العملية في مختلف جوانب الحياة وهذه الزيارات هي قاعدة أساسية من قواعد التربية القويمة نسأل الله عز وجل أن يرشد الآباء والمعلمين للقيام بمسؤوليتهم التربوية وأن يسهل للأبناء ما يساهم في إعدادهم كمسلمين نافعين وكمواطنين صالحين.
اطلاع
وتضيف مديرة إدارة برامج الفتيات بالجمعية ذاتها «إيمان باعيسى» بأن للزيارات الميدانية للطلاب والطالبات على وجه الخصوص في مراحل التعليم المبكر دورا في تحديد اتجاهاتهم المستقبلية فالزيارات الميدانية المتبادلة لها دور في الاطلاع بالمؤسسات والجمعيات ودورها في المجتمع وما تقدمه من البرامج لتحديد أهداف الطلاب والطالبات واكتشاف المواهب والطاقات وتوظيفها في الأعمال المثمرة والزيارات بصفة عامة لها دور في تعزيز الشعور بالانتماء والمسئولية الاجتماعية فهي تسعى إلى توفير جو مفعم بالثقة وتنمي روح البذل والعطاء في نفوس الطلاب وتكسبهم مهارات في التعامل مع الآخرين وتربط بين الجوانب النظرية والتطبيقية في حياتهم فيتحقق التفاعل بينهم والمجتمع فمثلا جمعية الشقائق جمعية اجتماعية ثقافية ترفيهية تمارس فيها الفتاة والمرأة أنشطة إبداعية بنهج متميز يحافظ على هويتها ليكون لها دور إيجابي في المجتمع من برامجها نادي الفتيات الذي يقدم من البرامج الجادة والمفيدة والتي تخلط بين الترفيه والفائدة والمعلومة.
توازن
وشددت «با عيسى» على أهمية التوازن في الزيارات والرحلات المقامة للطلاب والطالبات فلا ينصب الاتجاه على جهة دون الأخرى فلابد من التنوع في الزيارات فهناك زيارات تربوية وهناك زيارات علمية وهناك زيارات ترفيهية فكما أن الزيارات العلمية مهمة للطلاب والطالبات لتوسيع مداركهم وأفقهم كذلك الزيارات الترفيهية لها دور في تجديد النشاط والحيوية لديهم. واختيار المتفوقات الأوائل لمثل هذه الرحلات والزيارات فقط دون غيرهم مشكلة فالمشكلة تأتي من تعريف نظام التعليم للتفوق أن التفوق الدراسي للطلاب والطالبات لا يعني تفوقهم في الحياة فهناك من المتفوقين دراسياً وهناك من المتفوقين عملياً في جانب من جوانب الحياة وحرصاً على رعاية الطلاب والطالبات ورفع أدائهم وتنمية قدراتهم الفكرية والعملية والارتقاء بها لتكون فاعلة في المجتمع فلابد أن ينظر أولا من الهدف للزيارة ومن ثم توجيه الطلاب والطالبات لها فلا تقتصر الزيارات على المتفوقين دراسيا فقط وترك الغير حتى لا يؤدي ذلك إلى عواقب تربوية ونفسية لغيرهم من الطلاب.
توجيه
وتوجه «با عيسى» نداء إلى أولياء أمور الطلاب والطالبات الذين لا يوافقون على مثل هذه الرحلات وفي المقابل لا يذهبون بأبنائهم إلى أي مكان حيث يلاحظ أنه يتم ترشيح هؤلاء الأبناء أو البنات لتفوقهم ويرفض الآباء بداعي أنهم سوف يذهبون بهم مع إخوتهم فيما بعد إلا أن هؤلاء الأبناء لا يظفرون لا ببلح الشام ولا بعنب اليمن وقالت إن عدم موافقة أولياء الأمور للطلاب والطالبات على الذهاب للرحلات ما هو إلا حرمان لأبنائهم من فوائد تربوية اجتماعية تحققها مثل هذه الرحلات لأبنائهم فالرحلات تهدف إلى تعريف الطلاب والطالبات بأنحاء بلادهم وبالانجازات الحضارية والعمرانية في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى تنمية المهارات القيادية فيهم وتبادل الخبرات والمعارف والمهارات وإيجاد روح الأخوة والتفاهم والتعارف والترابط بين بعضهم البعض وبين الطلاب ومعلميهم وإذكاء روح المنافسة بين الطلاب وبناء الثقة بالنفس لديهم وتعويدهم على العمل ضمن فريق واحد فلابد من التوازن في المشاركة في مثل هذه الرحلات فلا يحرم الابن من إحداهما فكما أن للرحلات العائلية فوائد تربوية تحققها إلا أن هناك فوائد أخرى لا تتحقق إلا بالمشاركة بالرحلات الطلابية.
مسئولية
وعددت «فاطمة الزبيدي» معلمة رياض أطفال فوائد الزيارات الميدانية والرحلات خاصة للأطفال حيث تعلمهم الاعتماد على النفس وتكسبهم الكثير من المهارات وأيضا الأخلاق الفاضلة كالتعاون والترابط وحب العمل الجماعي والصبر والتحمل وهم لا زالوا في مرحلة الطفولة وسوف تستمر هذه الخصال والصفات الحميدة معهم إذا ما وجدوا البيئة التي تدعمها في مراحل نموهم التالية، لذلك فأنا أشجع مثل هذه الرحلات وخاصة في مراحل رياض الأطفال الثلاث المتمثلة في مرحلتي الروضة والتمهيدي.
أدوار
وقال «مساعد الطيار» المرشد الطلابي في إحدى المدارس الابتدائية إن النشاط الطلابي له أدوار هامة ومتعددة في شخصية الطالب التربوية والتعليمية وتنمية المواهب والقدرات ومن ضمن برامج النشاط الطلابي الرحلات الميدانية والزيارات الخارجية والتي تُعد أحد البرامج المهمة في النشاط المدرسي للتحفيز والتشجيع والتغيير وتنمية القدرات كذلك تتمثل أهمية هذا البرنامج في تعرف الطلاب على المجتمع وما يحيط به كذلك ربط ما يتعلمه دراسياً بواقعه وأيضا زيادة الانتماء الوطني والتعرف أكثر على الطلاب بشكل مباشر ودون ضوابط صفية ومدرسية مما يكون سبباً كبيراً في التعرف على شخصية الطالب. والملاحظ في أكثر الرحلات والزيارات اقتصارها على المتفوقين دراسياً وتكاد تخلو من بعض الفئات الأخرى كالمتحسنين وأعضاء الجماعات المتعددة وأصحاب الحالات الخاصة فبرنامج الرحلات والزيارات له دور مهم لو استغل في غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة لمن لهم مسار فكري آخر وله دور كبير في إصلاح الطلاب وتقويم سلوكهم من خلال الدخول لعالمهم وتغيير المناخ المدرسي، والتواصل القلبي القريب بينهم ومعلميهم مما يؤدي لزرع الثقة وبالتالي تقبل الإصلاح والتوجيه والإرشاد وهذه البرامج لها أدوار مهمة للمحتاجين والحالات الخاصة فهي تعزز في الطالب المحبة وتعوضهم الحنان والعطف والبذل وما فقده من جراء ظروف الحياة لذا على المدارس أن تكون برامجها الميدانية والمتمثلة في الزيارات والرحلات شاملة لجميع فئات الطلاب حتى تكون وسيلة فعالة لأداء دورها التربوي.
جماعى
ويعرف الباحث الاجتماعي وعضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «وليد العبد الرزاق» الرحلات والزيارات المدرسية بانها كل نشاط جماعي تنظمه المدرسة من طلعات برية أو سفرات أو جولات أو زيارات ميدانية أو حضور لندوات ومؤتمرات وغيرها من النشاطات خارج صفوف الدراسة. وتعتبر الرحلات والزيارات المدرسية من أهم الأنشطة اللاصفية ولكنها سلاح ذو حدين فإما أنها تطور قدرات الطفل العقلية ومهاراته الفنية والعلمية والاجتماعية وتساعد الطفل على تكوين عادات واتجاهات اجتماعية سليمة وقضاء وقت الفراغ بصورة مفيدة ومساندة وتدعم المنهج المدرسية وهذا جانب ايجابي وأما إذا كانت الرحلة غير منتظمة وفوضوية فإن آثارها تكون سلبية على سلوك الطلاب وتفقد الرحلات أهميتها ودورها المخطط من اجله فلو رجع كل منا إلى ذكريات سنين الدراسة فان أول ما يتذكره هو الرحلات المدرسية فهذه الرحلات هي التي تظل راسخة في الذاكرة حيث يخرج الطالب من عالم الروتين الدراسي في الصف أو في المنزل، لينطلق فكرياً وجسمانياً إلى آفاق جديدة تجعله أكثر نضجا وأكثر اطلعا. فالرحلات المدرسية تعتبر تطبيقا للمناهج الدراسية.
أهداف
وحدد «العبد الرازق» أهم الأهداف التي خططت من اجلها الرحلات المدرسية هو زيادة ارتباط الطالب بوطنه من خلال التعرف على مناطقه المختلفة وما تتضمنه من آثار وأيضا شعور الطالب بالمسئولية الاجتماعية من خلال زيارة المؤسسات الاجتماعية الموجودة في مجتمعه ولكن ما هو مشاهد في بعض مدارسنا للأسف ان الزيارات تكاد تكون غير موجودة او أنها غير منظمة من حيث اختيار المكان واختيار الطلاب وأيضا تكرار المناطق او الأماكن المزارة وهذا ما يجعل الزيارات الميدانية تفقد قيمتها وأهميتها فتصبح شيئا روتينيا بالنسبة للطلاب ولا يحرصون على المشاركة فيها. فالمسئولون عن النشاط في المدارس لا يهتمون بالزيارات الميدانية نظرا للإمكانيات المتواضعة وأيضا بسبب الساعات الكثيرة في جداولهم وهذا ما يعيقهم عن الاهتمام بهذه الزيارات والضحية بالتالي هم الطلاب. وأضاف: فينبغي من المسئولين عن الأنشطة المدرسية في وزارة التربية والتعليم والجامعات أن يهتموا أكثر بالرحلات والزيارات الميدانية ويقدموا كل التسهيلات للمدارس وأيضا يقوموا بالتخطيط للزيارات ويجعلوها إجبارية ومنظمة ويحددوا الأماكن وينسقوا معها بدلا من جعل المسئولية على عاتق المدرسة وأيضا ينبغي القيام بدراسة ميدانية من اجل الوقوف على أهم المعوقات والسلبيات التي تجعل الرحلات الميدانية لا تحقق أهدافها.
بحث دور الرحلات الطلابية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية
اقرا ايضا
http://www.elraqiat.com/vb/t11534.html#post86400
تنمية
وتقول مديرة قسم الاستشارات والتدريب بجمعية الشقائق النسائية بجدة «نورة مسفر» إن للزيارات الميدانية دور كبير في تنمية الاتجاهات المستقبلية والميول خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة وحسب تنوع هذه الزيارات وكثرتها يكون تأثيرها وفائدتها. وتمثل مرحلة الطفولة المبكرة أخطر المراحل العمرية لأن الطفل في هذه المرحلة تتكون قيمه وميوله وتتحدد معالم شخصيته ولصغر سنة وطبيعة خصائصه النفسية فإنه يتعلم بالأسلوب المحسوس, وقدرته على تعلم المفاهيم المجردة محدودة وهذه الزيارات تشبع هذه الحاجة النفسية لأن الطفل يشاهد ويسمع ويلمس فتستقر المعلومة لديه ويكون تعلمه صحيحاً. والزيارات الميدانية يكون تأثيرها بحسب نوع الزيارة فقد تكون علمية وقد تكون صناعية وهكذا وتنمية الزيارة للشعور بالانتماء والمسؤولية الاجتماعية يتحقق من الزيارات الاجتماعية كما أن قوانين الرحلة مثل الانضباط في الحافلة وانتظار الدور تعلم الطفل تهذيب السلوك ومشاركة الآخرين وتساعد على زيادة المهارات الحركية والفكرية وتعلم الطفل التعامل مع الأنماط المختلفة من الناس فهي عموماً تفتح آفاقه وتزيد حصيلته المعرفية.
تربوي
ونوهت «نورة» الى الكثير من الأبعاد التربوية للزيارات الميدانية فهي تصل الطفل بالمجتمع وتعلمه كثيرا من أنماط السلوك المقبول وتزيد من شعوره بالانتماء لوطنه بالإضافة إلى الفوائد النفسية والمعرفية والمهارية التي يكتسبها الطفل وفي مرحلة الطفولة تكون الأماكن التي يزورها الأبناء ذكوراً أو إناثاً واحدة ولكن في فترة المراهقة تشجع الفتيات على الزيارات الميدانية التي يحتجن إليها في حياتهن المستقبلية أكثر وكذالك الشباب يوجهون لما يساعدهم على بناء تصور لمستقبلهم المهني وفي فترة المراهقة من الأفضل أن تشجع الفتيات على الزيارات المهنية التي يحتجنها.
نتائج
وتشير الى أن حصر الزيارات في نطاق ضيق مثل المدن الترفيهية ومعارض معينة وتكرارها يؤدي إلى نتائج ضعيفة حيث تكون الفوائد محدودة كلما قلت مساحة الانطلاق أما عن الظاهرة الشهيرة في مدارس البنات بجدة في مسألة الزيارات والرحلات حيث يقتصر في معظم المدارس الحكومية على اختيار المتفوقات الأوائل لمثل هذه الرحلات والزيارات واختيار فئة معينة مثل المتفوقين بشكل دائم ومتكرر للمشاركة في الزيارات الميدانية فإنه يزرع الحقد والبغضاء بين الطلاب أو الطالبات ثم الفئة غير المتفوقة قد تكون أكثر حاجة لمثل هذه الزيارات لأنها قد تساعدها على الطموح أو التعلم بأساليب مبتكرة لذلك من المهم أن نحرص على العدل بين الطلاب أو الطالبات في جانب الزيارات الميدانية حتى تعم الفائدة ولأن سلوك المربين هو سلوك مقتبس وهم بعدلهم يزرعون قيمة العدل في نفوس الأبناء.
شخصية
وأكدت مديرة قسم الاستشارات والتدريب أن الزيارات الميدانية سواء كانت ثقافية أو علمية أو صناعية أو تجارية أو دينية أو ترفيهية أو تعليمية أو اجتماعية يحتاجها الأبناء في مختلف حياتهم العمرية وهي جزء لا يتجزأ من التربية الشاملة والتي من المهم أن تهتم بها الأسرة والمدرسة والمراكز المختلفة لأنها تبني معالم الشخصية السوية حيث تنقل للأبناء التربية العملية في مختلف جوانب الحياة وهذه الزيارات هي قاعدة أساسية من قواعد التربية القويمة نسأل الله عز وجل أن يرشد الآباء والمعلمين للقيام بمسؤوليتهم التربوية وأن يسهل للأبناء ما يساهم في إعدادهم كمسلمين نافعين وكمواطنين صالحين.
اطلاع
وتضيف مديرة إدارة برامج الفتيات بالجمعية ذاتها «إيمان باعيسى» بأن للزيارات الميدانية للطلاب والطالبات على وجه الخصوص في مراحل التعليم المبكر دورا في تحديد اتجاهاتهم المستقبلية فالزيارات الميدانية المتبادلة لها دور في الاطلاع بالمؤسسات والجمعيات ودورها في المجتمع وما تقدمه من البرامج لتحديد أهداف الطلاب والطالبات واكتشاف المواهب والطاقات وتوظيفها في الأعمال المثمرة والزيارات بصفة عامة لها دور في تعزيز الشعور بالانتماء والمسئولية الاجتماعية فهي تسعى إلى توفير جو مفعم بالثقة وتنمي روح البذل والعطاء في نفوس الطلاب وتكسبهم مهارات في التعامل مع الآخرين وتربط بين الجوانب النظرية والتطبيقية في حياتهم فيتحقق التفاعل بينهم والمجتمع فمثلا جمعية الشقائق جمعية اجتماعية ثقافية ترفيهية تمارس فيها الفتاة والمرأة أنشطة إبداعية بنهج متميز يحافظ على هويتها ليكون لها دور إيجابي في المجتمع من برامجها نادي الفتيات الذي يقدم من البرامج الجادة والمفيدة والتي تخلط بين الترفيه والفائدة والمعلومة.
توازن
وشددت «با عيسى» على أهمية التوازن في الزيارات والرحلات المقامة للطلاب والطالبات فلا ينصب الاتجاه على جهة دون الأخرى فلابد من التنوع في الزيارات فهناك زيارات تربوية وهناك زيارات علمية وهناك زيارات ترفيهية فكما أن الزيارات العلمية مهمة للطلاب والطالبات لتوسيع مداركهم وأفقهم كذلك الزيارات الترفيهية لها دور في تجديد النشاط والحيوية لديهم. واختيار المتفوقات الأوائل لمثل هذه الرحلات والزيارات فقط دون غيرهم مشكلة فالمشكلة تأتي من تعريف نظام التعليم للتفوق أن التفوق الدراسي للطلاب والطالبات لا يعني تفوقهم في الحياة فهناك من المتفوقين دراسياً وهناك من المتفوقين عملياً في جانب من جوانب الحياة وحرصاً على رعاية الطلاب والطالبات ورفع أدائهم وتنمية قدراتهم الفكرية والعملية والارتقاء بها لتكون فاعلة في المجتمع فلابد أن ينظر أولا من الهدف للزيارة ومن ثم توجيه الطلاب والطالبات لها فلا تقتصر الزيارات على المتفوقين دراسيا فقط وترك الغير حتى لا يؤدي ذلك إلى عواقب تربوية ونفسية لغيرهم من الطلاب.
توجيه
وتوجه «با عيسى» نداء إلى أولياء أمور الطلاب والطالبات الذين لا يوافقون على مثل هذه الرحلات وفي المقابل لا يذهبون بأبنائهم إلى أي مكان حيث يلاحظ أنه يتم ترشيح هؤلاء الأبناء أو البنات لتفوقهم ويرفض الآباء بداعي أنهم سوف يذهبون بهم مع إخوتهم فيما بعد إلا أن هؤلاء الأبناء لا يظفرون لا ببلح الشام ولا بعنب اليمن وقالت إن عدم موافقة أولياء الأمور للطلاب والطالبات على الذهاب للرحلات ما هو إلا حرمان لأبنائهم من فوائد تربوية اجتماعية تحققها مثل هذه الرحلات لأبنائهم فالرحلات تهدف إلى تعريف الطلاب والطالبات بأنحاء بلادهم وبالانجازات الحضارية والعمرانية في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى تنمية المهارات القيادية فيهم وتبادل الخبرات والمعارف والمهارات وإيجاد روح الأخوة والتفاهم والتعارف والترابط بين بعضهم البعض وبين الطلاب ومعلميهم وإذكاء روح المنافسة بين الطلاب وبناء الثقة بالنفس لديهم وتعويدهم على العمل ضمن فريق واحد فلابد من التوازن في المشاركة في مثل هذه الرحلات فلا يحرم الابن من إحداهما فكما أن للرحلات العائلية فوائد تربوية تحققها إلا أن هناك فوائد أخرى لا تتحقق إلا بالمشاركة بالرحلات الطلابية.
مسئولية
وعددت «فاطمة الزبيدي» معلمة رياض أطفال فوائد الزيارات الميدانية والرحلات خاصة للأطفال حيث تعلمهم الاعتماد على النفس وتكسبهم الكثير من المهارات وأيضا الأخلاق الفاضلة كالتعاون والترابط وحب العمل الجماعي والصبر والتحمل وهم لا زالوا في مرحلة الطفولة وسوف تستمر هذه الخصال والصفات الحميدة معهم إذا ما وجدوا البيئة التي تدعمها في مراحل نموهم التالية، لذلك فأنا أشجع مثل هذه الرحلات وخاصة في مراحل رياض الأطفال الثلاث المتمثلة في مرحلتي الروضة والتمهيدي.
أدوار
وقال «مساعد الطيار» المرشد الطلابي في إحدى المدارس الابتدائية إن النشاط الطلابي له أدوار هامة ومتعددة في شخصية الطالب التربوية والتعليمية وتنمية المواهب والقدرات ومن ضمن برامج النشاط الطلابي الرحلات الميدانية والزيارات الخارجية والتي تُعد أحد البرامج المهمة في النشاط المدرسي للتحفيز والتشجيع والتغيير وتنمية القدرات كذلك تتمثل أهمية هذا البرنامج في تعرف الطلاب على المجتمع وما يحيط به كذلك ربط ما يتعلمه دراسياً بواقعه وأيضا زيادة الانتماء الوطني والتعرف أكثر على الطلاب بشكل مباشر ودون ضوابط صفية ومدرسية مما يكون سبباً كبيراً في التعرف على شخصية الطالب. والملاحظ في أكثر الرحلات والزيارات اقتصارها على المتفوقين دراسياً وتكاد تخلو من بعض الفئات الأخرى كالمتحسنين وأعضاء الجماعات المتعددة وأصحاب الحالات الخاصة فبرنامج الرحلات والزيارات له دور مهم لو استغل في غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة لمن لهم مسار فكري آخر وله دور كبير في إصلاح الطلاب وتقويم سلوكهم من خلال الدخول لعالمهم وتغيير المناخ المدرسي، والتواصل القلبي القريب بينهم ومعلميهم مما يؤدي لزرع الثقة وبالتالي تقبل الإصلاح والتوجيه والإرشاد وهذه البرامج لها أدوار مهمة للمحتاجين والحالات الخاصة فهي تعزز في الطالب المحبة وتعوضهم الحنان والعطف والبذل وما فقده من جراء ظروف الحياة لذا على المدارس أن تكون برامجها الميدانية والمتمثلة في الزيارات والرحلات شاملة لجميع فئات الطلاب حتى تكون وسيلة فعالة لأداء دورها التربوي.
جماعى
ويعرف الباحث الاجتماعي وعضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «وليد العبد الرزاق» الرحلات والزيارات المدرسية بانها كل نشاط جماعي تنظمه المدرسة من طلعات برية أو سفرات أو جولات أو زيارات ميدانية أو حضور لندوات ومؤتمرات وغيرها من النشاطات خارج صفوف الدراسة. وتعتبر الرحلات والزيارات المدرسية من أهم الأنشطة اللاصفية ولكنها سلاح ذو حدين فإما أنها تطور قدرات الطفل العقلية ومهاراته الفنية والعلمية والاجتماعية وتساعد الطفل على تكوين عادات واتجاهات اجتماعية سليمة وقضاء وقت الفراغ بصورة مفيدة ومساندة وتدعم المنهج المدرسية وهذا جانب ايجابي وأما إذا كانت الرحلة غير منتظمة وفوضوية فإن آثارها تكون سلبية على سلوك الطلاب وتفقد الرحلات أهميتها ودورها المخطط من اجله فلو رجع كل منا إلى ذكريات سنين الدراسة فان أول ما يتذكره هو الرحلات المدرسية فهذه الرحلات هي التي تظل راسخة في الذاكرة حيث يخرج الطالب من عالم الروتين الدراسي في الصف أو في المنزل، لينطلق فكرياً وجسمانياً إلى آفاق جديدة تجعله أكثر نضجا وأكثر اطلعا. فالرحلات المدرسية تعتبر تطبيقا للمناهج الدراسية.
أهداف
وحدد «العبد الرازق» أهم الأهداف التي خططت من اجلها الرحلات المدرسية هو زيادة ارتباط الطالب بوطنه من خلال التعرف على مناطقه المختلفة وما تتضمنه من آثار وأيضا شعور الطالب بالمسئولية الاجتماعية من خلال زيارة المؤسسات الاجتماعية الموجودة في مجتمعه ولكن ما هو مشاهد في بعض مدارسنا للأسف ان الزيارات تكاد تكون غير موجودة او أنها غير منظمة من حيث اختيار المكان واختيار الطلاب وأيضا تكرار المناطق او الأماكن المزارة وهذا ما يجعل الزيارات الميدانية تفقد قيمتها وأهميتها فتصبح شيئا روتينيا بالنسبة للطلاب ولا يحرصون على المشاركة فيها. فالمسئولون عن النشاط في المدارس لا يهتمون بالزيارات الميدانية نظرا للإمكانيات المتواضعة وأيضا بسبب الساعات الكثيرة في جداولهم وهذا ما يعيقهم عن الاهتمام بهذه الزيارات والضحية بالتالي هم الطلاب. وأضاف: فينبغي من المسئولين عن الأنشطة المدرسية في وزارة التربية والتعليم والجامعات أن يهتموا أكثر بالرحلات والزيارات الميدانية ويقدموا كل التسهيلات للمدارس وأيضا يقوموا بالتخطيط للزيارات ويجعلوها إجبارية ومنظمة ويحددوا الأماكن وينسقوا معها بدلا من جعل المسئولية على عاتق المدرسة وأيضا ينبغي القيام بدراسة ميدانية من اجل الوقوف على أهم المعوقات والسلبيات التي تجعل الرحلات الميدانية لا تحقق أهدافها.
بحث دور الرحلات الطلابية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية
اقرا ايضا
http://www.elraqiat.com/vb/t11534.html#post86400
الموضوع الأصلي : بحث دور الرحلات الطلابية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية المصدر : منتديات الراقيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق