لن نأتى بجديد اذا تحدثنا عن عصر الآلة الذى نعيشه اليوم. فهذا العصر الذى دفع بعجلة المدنية الى الامام بقدر ما أساء الى موازين الطبيعة بالنسبة للجسم الانسانى.
فلقد فرض عصر الآلة هذانمطا خاصا من الحياة على الناس يدورون فى دوامته العنيفة . لا يدرون صباحهم من مساءهم غافلين عن مبادئ الصحة العامة للجسم , مكتفين بوجبة تيك اواى او ساندويتش يأكلونه على عجل وفى اذهانهم ألف مشكلة ومشكلة وعيونهم تتابع اللابتوب او الموبايل .
هذه الحالة المؤسفة التى وصلت اليها حياة البشر أفرغت الطعام من محتواه الحياتى الاساسى وجعلته مجرد مواد يضعها الانسان فى جوفه لتمسك عليه الحياه دون النظر الى القيمة الغذائية التى يحتويها هذا الطعام.
ولذلك رأينا حالات عسر الهضم وفقد الشهية وامراض القولون وانتفاخ البطن والام الامعاء واصبح الناس يذهبون افواجا الى عيادات الاطباء لينقذوهم دون ان يفكروا انهم قد جاءوا بتلك الامراض الى انفسهم باختيارهم.
وعملية هضم الطعام ليست عملية سهلة فهى ذات ثلاث جوانب:
الاول منها آلى وفيها يتم طحن الغذاء وتحويله الى جزيئات صغيرة يسهل هضمها.
والثانى كيميائى يتطلب عددا من التفاعلات الكيميائية التى تؤدى الى تحليل الطعام وهضمه ثم تمثله وامتصاصه
والثالث عصبى تقوم فيه الاعصاب بدور المشرف على العملية كلها والمنظم لافرازات الغدد
ومن ادراكنا لطبيعة هذا الدور ندرك اهمية تجنب الانفعالات العاطفية والنفسية نظرا لعلاقتها الوثقى بالاعصاب والاهتمام باستمتاع بالطعام ومساعدة الجسم على اعداده وتهيئته للهضم الكامل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق