الحياة حلوة ... بس نفهمها

يتصور الكثيرون ان الحياة مرة جدا ومرارتها لا تزول . ولكنهم غفلوا عن انهم هم الذين يرونها مرة ولا يقومون بأى جهد لتحليتها
فلقد رزقهم الله تعالى اعضاء  تعينهم على اجتياز ازمات الحياة ولكنهم يفشلون فى توظيفها بالشكل الصحيح  فيجلبون لانفسهم المرارة والتعاسة.
ونبدأ معا :

لقد خلق الله لكل انسان عينين ولكن اكثر الناس لا يرون الا بعين واحدة ... فلا يرون الا ما يريدون رؤيته ويغلقون ابوابا كثيرة على انفسهم .
فالعين التى لا تدمع من اجل الاخرين فاقدة لأبسط حقوق الاخوة.

وخلق الله تعالى لكل انسان اذنين ولسانا واحدا ... ولكن اكثر الناس يتكلمون بلسانين ويسمعون بأذن واحدة ويفوتهم الكثير مما قد يثرى حياتهم مما يسمعونه ويستفيد به من الاخرين . او يقعون بما يسمعون وبما يتحدثون بأسوء امر يقوم به الانسان بحكم غيره عليه دونما معرفته به .

وخلق الله تعالى لكل انسان يدين: يد يستعملها ليعين نفسه ... ويدا أخرى يستعملها ليعين غيره ولكن أكثر الناس لا يستعملون الا يدا واحدة يستغلونها فى مساعدة انفسهم وينسون مساعدة الاخرين الذين يشاركونهم الحياة.

وخلق الله لكل انسان رجلين: رجل يسعى بها للدنيا, والاخرى يسعى بها للاخرة. ولكن اكثر الناس لا يستعملون الا رجلا واجدة وهى الرجل التى يسيرون بها فى الحياة الدنيا لقضاء مصالحهم الدنيوية وينسون الرجل التى يسعون بها الى الخير الذى يضيف اليهم الحسنات التى تعلى سأنهم فى الاخرة .

وخلق الله تعالى لكل انسان قلبا واحدا يحمل هموم حياته القصيرة ولكن أكثر الناس يجلب لنفسه من الهموم ما ينوء بحملها قلبان , ويظل يعانى ويشتكى من مرارة الحياة وينسى ان القلب ورقة بيضاء ينقلب بياضها سوادا بما تفعله الذات بنفسها وان تدخله فى حياة الاخرين يورثه هما يحمله بين جوانحه وينغص عليه حياته مهما حاول تناسيه.

وخلق الله تعالى للانسان عمرا واحدا . فأضاع  من اوقاته الكثير وكأن له عمرين وينسى أن عمره يطول ويقصر بقدر ما يودعه فيه من فكر وعطاء .كما ينسى ان اليوم المفقود من حياتنا هو اليوم الذى لم نطور فيه انفسنا.

وقضى الله تعالى على كل انسان بالموت مرة واحدة , ولكنه رضى لنفسه بجهله وشقائه أن يموت كل يوم .. ثم يشكو من مرارة الحياة.

ألم أقل لكم : 
الحياة حلوة .... بس نفهمها
الحياة غنوة.... ما احلى انغامها
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق